عودة إلى موضوع الاكتشاف الكبير الذي عثر عليه صدفة في الايام القليلة الماضية بمدينة سلا المغربية على إثر أشغال تهيئة أحد الاحياء القديمة.
هذا المكان كان سجنا سريا خلال القرن 17 ثم مخزنا للمواد الغدائية والثمينة ، كان يسميه سكان مدينة سلا العريقة ب "قاعة السمن" ويتواجد بين "رأس الشجرة" و "باب أوحساين" عند مدخل حي الحرارين، هذا المكان معروف تاريخيا بمخزن جماعي على شكل "إكودار جمع " أكادير" ، أقدم نظام بنكي في العالم المتواجدة بسوس ماسة" حيث كان يخبئ فيه السلاويون أغلى ما يملكون من حلي ومجوهرات وحبوب وزرع وفواكه جافة ...الخ بتنظيم من المحتسب لدى السلطان.
هذا المكان دخل مؤخرا في مرحلة التهيئة لبناء مركز ثقافي يعرف بتراث مدينة سلا وبعد بداية أشغال إزالة الاتربة حصلت المفاجأة ، حيث اكتشفو وجود بناية تحت أرضية هنا توقفت الاشغال من أجل إنجاز دراسة أركيولوجية للمكان.
هذه الدراسة كشفت أن للمكان تاريخ منسي ومفقود تحت التراب يبحث حوله الباحثين منذ سنوات طويلة وهو عبارة عن سجن كان مشهور في القرن 17والذي كتب حوله العديد من المؤرخين دون أن يعرفو مكانه، لحد ألآن تم اكتشاف ثلاث غرف بمساحة اجمالية 153 متر مربع والعديد من الادوات الحربية مثل كرات المدافع.
وأغرب ما تم اكتشافه هو توقيعات على الحائط بالاحرف اللاتينية تعود لكثير من الأسرى أهمها توقيع ثمين للأسير المشهور "جيرمان مويط" بسنة 1678 ميلادية وهو أسير فرنسي معروف بكتاب ألفه عن الملاحة في المحيط الاطلسي والذي قضى 11 سنة بهذا السجن بمدينة سلا قبل أن يطلق سراحه بعد ان دفعت احدى العائلات الغنية فديته للسلطان.
هذا الاسير وصف السجن بشكل دقيق وهو الوصف المطابق لما تم العثور عليه اليوم في كتاب تضمن يومياته إسمه "رحلة الأسير مويط".
عملية الحفر وإزالة الاتربة واكتشاف المكان لازالت مستمرة ومن المنتظر ان تكشف لنا في الايام المقبلة عن العديد من الاسرار تغني ذاكرة مدينة سلا والمملكة المغربية العريقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق