أعلان الهيدر

الرئيسية بونزي .. القصة الكاملة !!

بونزي .. القصة الكاملة !!


ينتشر في العالم العربي حاليا عشرات الشركات والمواقع التي تدعى أنها تعمل في مجال البيع المباشر أو التسويق الشبكي , ومن يتابع السوشيال ميديا وهو مهتم بهذا الصناعة , فأعتقد أنه يسمع بالمصطلحات التالية : بونزي , مادولف , هرمي , ماتركس , خطة شينيل والكثير من الإصطلاحات الأخرى , وكل منهم يعرف الإصطلاح كم هوى ويشاء ..
ورغبة في إثراء المحتوى العربي , بشيئ نعتقد أنه قيم وجوهري جدا , قمنا بالبحث الدقيق عن المصطلحات , وأولها البونزي , وخلصنا إلى مايلي :

ماهو البونزي ؟

البونزي هو مخطط إحتيالي , قام به أشهر محتال عبر التاريخ وهو تشارلز بونزي .

من هو تشارلز بونزي ؟

هو مهاجر إيطالي الأصل , قدم إلى الولايات المتحدة الأميركية , في سنة 1903 / 1904 , ثم سافر بعدها إلى كندا وبالتحديد مدينة مونتريال , حيث كانت كندا ماتزال ناشئة وعلى خطة أن تصبح دولة كبيرة , لكنها مازالت مرتبطة إلى حد ما بالولايات المتحدة الأميركية مؤسساتيا ومتأثرة بها ..
مايهمنا من القضية أن بونزي أول ماعمل هناك كان في بنك اسمه banco zarosse وكان صاحب البنك يعطي فائدة على الإيداعات بمقدار 5.5% وهي فائدة تمثل ضعف السائد وقتها , وكانت هذه الفائدة تمثل شيئ مريب بالنسبة لبونزي , الذي بحث حول قدرة صاحب البنك في إعطاء هذه الفائدة , فوجد أن صاحب البنك يغش , حيث يقوم بإعطاء المودعين القدامى هذه الفائدة من الإيداعات الجديدة , حتى يغري أصحاب الإيداعات القديمة بإبقاء إيداعاتهم , وصنع دعاية له بأنه يأخذون أرباحهم , وحاول أن يبقى هذا الحال إلى أطول وقت ممكن , إذ كان يخطط لضربة كبيرة , وهذا ماحصل , إذ أنه كم يقال في بلادنا – بليلة مافيها ضو قمر – هرب إلى المكسيك التي لايوجد بينها وبين كندا قانون تبادل متهمين ..
وكم قال : الأفكار تبقى ولاتموت , هرب صاحب البنك وبقيت الفكرة لبونزي , الذي فكر بالعمل بنفس الطريقة , لكن بطريقة محكمة أكثر .

كيف بدأ بونزي في خطته ؟

لم يكن بونزي يمتلك بنك , لذلك صنع شيئ اسمه محفظة – هل هذا المصطلح يذكر أهلنا في المغرب بشيئ !! وخصوصا للعاملين مع شركات تعدين النقود الإلكترونية , ذات المنشأ الأسيوي , والتي تدعي التشبة بالبيتكوين , أو حتى البيتكوين نفسها بالرغم من سيطها الكبير وقبول بعض الدول التعامل بها ؟ – المهم في الأمر أيضا أن بونزي صنع شيئ اسمه محفظة , وأنشأ شركة سماها old clony foreign exchange company في عام 1920 , ثم بعلاقات شخصية وحنكة إدارية دخل شريك في بنك hanover bank وكل ذلك ليعطي مصداقية لمشروعه الذي يتمثل بالإستثمار في الكوبونات البريدية , وهي في وقتها كانت تمثل شيئ ذو قيمة



ثم بدأ يعطي المودعين فوائد على إيداعاتهم تقارب ال 50% خلال 45 يوم و 100% فوائد خلال 90 يوم لأنهم يستثمرون معه في الكوبونات البريدية , وبالفعل بدأ الأثرياء في الولاية يستجيبون ويودعون أموالهم لديه , و انتشر الخبر في الولايات المحيطة والكل أًصبح يريد أن يودع أمواله لدى بونزي طمعا في ( الربح السريع )
وكالعادة وبكل بساطة وبتكرار للفكرة القديمة لصاحب البنك , كان يسدد فوائد الإيداعات القديمة من الأرباح الجديدة , في دورة مالية مغلقة , وستنهار مع الوقت , لكن بونزي كان يحاول أيضا إطالة المدة الزمنية قدر الإمكان بإغراء أصحاب الإيداعات القديمة بالإبقاء على إيداعاتهم عبر إعطائهم الفوائد بتوقيت إنكليزي وصارم بمايوحي بالمصداقية .

بداية الإنهيار !

استثارت هذه الضجة صحيفة واشنطن بوست , التي فتشت وراء بونزي حول حقيقة هذا الموضوع , وهل بونزي يستثمر في شيئ أم أن الموضوع مجرد فقاعة وخدعة , وبالفعل قامت الصحيفة بإجراء إستقصاء ودراسة , ووجدت أن بونزي ليكن صادقا عليه أن يستثمر في 150 مليون كوبون بريدي , ولكنه في الحقيقة لم يستثمر حينها إلا في 25 ألف كوبون فقط , حسب سجلات المصالح البريدية , وهنا بإختصار إنهار المخطط .

كيف أعرف أن شركة ما هي بونزي ؟

البعض يعتقد أن للبونزي خطة أو شكل هندسي موحد يستطيع أن يتعرف على أن الشركة بونزي من خلاله , إلا أن الأمر في الحقيقة مختلف , وبحاجة إلى دراية ومعرفة أكثر , فمخططات بونزي زئبقية وليس لها شكل محدد إلا أنها جميعا لديها نفس العمود الفقري والذي هو , الإعتماد على إيداعات اللاحقين ( الجدد ) , لتسديد للسابقين ( القدامى ) , لكن هناك مؤشرات عمومية تؤشر على أن هذه الشركة أو المنظومة بونزي , ومنها مثالا وليس على سبيل الحصر :

1- شركة أو موقع يعتمد على مضاعفة الأموال السريع من خلال – الإستثمار – في البورصة , المشاريع , التسويق الشبكي , البيع المباشر , الأسهم , التجارة , العقارات ..

2- شركة جديدة تظهر فجأة تقول لك : لست بحاجة إلى أن تقوم بمبيعات أو تصنع فريق تسويقي يقوم بمبيعات ولك نسبة , عليك فقط أن تستثمر معنا بأموالك في المشروع كذا ( وهذه صوره , وهذه مقالات عنه , وهذه تسجيلات الشركة , وهذا حسابنا البنكي , وهذا الشخص الفلاني الذي ربح معنا كثيرا .. ) ويحشدون لك الكثير من الإثباتات , التي تدل في المقام الأول أن هناك خدعة بإنتظارك .
ملاحظة : تكون أغلب هذه الإستثمارات إما في أسيا , أو في دول أوربا الشرقية , أو دول مغمورة نوعا ما .

3- لايوجد منتج حقيقي يتم بيعه أو إستهلاكه من قبل المسوقين أنفسهم .

هل يمكن أن تتحول شركة من حقيقية إلى بونزي ؟

نعم يمكن أن تتحول أي شركة إلى بونزي عبر تغيير خططها , وإضافة جوانب إستثمارية غير حقيقة ومثبتة إليها , بعد أن كسبت ثقة السوق وثقة شركائها , تحت مسميات عديدة , مبررات كثيرة أحدها : أنك لست مضطر إلى صنع دعاية شفهية لمنتجك لأجل بيعه , هذا إذا كان هناك منتج بالأساس !
ملاحظة : نحن لسنا ضد الإستثمار بشكل عام , لكن الشيطان في التفاصيل .

ماهي أشهر شركات البونزي في العالم العربي ؟

أشهرها سابقا هو بزناس , الدولار الصاروخي , السفن السبعة الألماسية .. , والتي ساهمت إلى حد بعيد في تشويه صورة البيع المباشر في العالم العربي , وأسهمت في إصدار فتاوى شرعية عمومية على هذه الصناعة ككل , على الرغم من كل التطور والتحديث الذي طرأ على هذا الموضوع عالميا , إلا أنه عند الغالبية العربية العظمى : بمجرد ذكر فكرة أنك تربح عن مبيعات الأخرين , يعودون إلى الدفاتر القديمة , وبصراحة نحن معهم , لأنه لغاية الأن لم تظهر تجربة مشرفة تحسن هذه الصورة , وذلك لأسباب عديدة أولها عدم وجود قوانين وتشريعات حديثة في أغلب البلدان العربية تنظم هذا العمل وتضع له قوانين , وهذا نتيجة التخلف السائد الذي يعيشه العالم لعربي ككل , فيبقى المواطن العربي ضحية أو حقل تجارب , إلا مارحم ربي .

مالحل ؟

1 – نحن من هذه المنصة نقترح أن يتم وضع مادة إقتصاد في المناهج الدراسية في المراحل الثانوية على الأقل أسوة بمادة التاريخ والجغرافيا والفلسفة والأداب , فنحن نرى أن هكذا مادة تفيد الطالب مثل المواد المذكورة – إن لم يكن أكثر – تشرح لهم عموميات التجارب الإقتصاد العالمية وتعلمهم فلسفة العمل وكيفية ربح المال .
2- ونقترح إنشاء منظمة عربية غير ربحية تعنى بشؤون هذا العمل , لأنه وفق العولمة التي نعيشها , لن يستطيع أحد أن يوقف ترابط البشر ونقل الأفكار , الغث والثمين منها , ولذلك يجب أن يكون هناك توعية ومتابعة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.