أعلان الهيدر

الرئيسية دول داخل دول.. حدود غريبة .. ومناطق في العالم لا يريدها أحد

دول داخل دول.. حدود غريبة .. ومناطق في العالم لا يريدها أحد

 
يقوم مفهوم الحدود الدولية بين بلدين على فكرة بسيطة: تعيين المنطقة حيث ينتهي بلد ويبتدئ آخر! على الرغم من أن تلك الفكرة تبدو في منتهى البساطة، إلا أنها في الغالب ليست كذلك.

تأتي الحدود الدولية في أشكال وأبعاد مختلفة، بعضها مجرد خط وهمي في منتصف شارع، بينما يظهر البعض الآخر أكثر وضوحًا، فيما يتم حراسة بعض الحدود على مدار الساعة.

الدول الحبيسة والمستحاطة :

قبل أن نبدأ، نحتاج التعريف بمصطلحين فيما يتعلق بطبيعة حدود الدول، وهما المناطق الحبيسة أو المحصورة (المطوَّقات) Enclave والمناطق المستحاطة (الجيوب السياسية) Exclave، حيث المناطق الحبيسة هي مجموعة إثنية تقع داخل حدود مجموعة إثنية مختلفة عنها تمامًا خاصة من الناحية الثقافية أو دولة تقع داخل حدود دولة أخرى، في حين أن المناطق المستحاطة هي جزء من دولة ما لكنه محاط جغرافيًا بدولة أو دول أخرى.
 
 
في هذا المثال، تعتبر الدولة ”أ“ حبيسة في الدولة ”ب“ لأنها محاصرة بها بشكل كامل.
 
بينما في هذا المثال الثاني: ”س“ عبارة عن جزء مستحاط من البلد ”أ“ مع التنويه إلى أن الجزء المستحاط من بلد ما ليس بالضرورة أن يكون حبيساً. إما لأن لديه حدود متعددة أو خط ساحلي أو كلاهما.
 
 
أما في المثال الأخير ”ع“ هي دولة حبيسة ومستحاطة في آن معاً، حيث أنها محاطة بالدولة ”ب“ وفي ذات الوقت هي جزء مستحاط من الدولة ”أ“.

1. الدول الحبيسة:

 

ثمة في العالم ثلاث دول حبيسة داخل دول أخرى، سنختصها بالذكر في مقالنا هذا في مدونة " فخباركم؟ " 
 

أ– الفاتيكان:

 

موطن البابا وأصغر دولة في العالم المحاطة بإيطاليا. ويبدو أن إيطاليا تحب الإحاطة بدول أخرى فهنالك أيضاً سان مارينو داخل حدودها.
 
 

ب– كامبيوني ديتاليا Campione d’Italia


 
كازينو كامبيوني ديتاليا.صورة: Wikimedia Commons

وفي حال لم يكن هذا كافياً لإقناعك بأن إيطاليا تحب الدول الحبيسة فألق نظرة على (كامبيوني ديتاليا). جزء مستحاط من إيطاليا وهو في ذات الوقت محاط بأراضي سويسرا.

هذه البلدة الصغيرة هي موطن لـ2000 إيطالي، تستخدم الفرنك السويسري كعملة لها، ومعفاة من ضريبة القيمة المضافة في الاتحاد الأوروبي. وهكذا يتم استغلالها بوصفها أكبر كازينو في أوروبا. لتكون إيطاليا دولة مع دولتين داخل حدودها، كما أن جزء منها محصور في بلد آخر.
 

 ج–  مملكة ليسوتو:

 

 

من مملكة ليسوتو.صورة: Wikimedia Commons

البلد المطوّق الأخير في العالم والأكبر مساحة هو مملكة ليسوتو، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 2 مليون نسمة، وتحيط بها جنوب أفريقيا من جميع الجهات. وللنظر في اختلاف المساحة، سنقارن بين (سان مارينو) ومدينة الفاتيكان والآن هنا ليسوتو التي تبلغ مساحتها 70000 ضعف مساحة مدينة الفاتيكان.

2. المناطق الحبيسة من الدرجة الثانية (المطوقات العكسية)


بلد داخل بلد أمر بسيط قد لا يبدو بهذا التعقيد، لذلك دعونا نأخذ الأمور إلى مستو أكثر تعقيداً: تعرفنا على الدول الحبيسة والآن سنتعرف على الدول الحبيسة التي تحوي داخلها مقاطعة. وهنا لا نتحدث عن بلد ”أ“ داخل البلد ”ب“ داخل البلد ”C“، إذ لا يوجد في العالم أمثلة لدول حبيسة داخل دول حبيسة هي الأخرى.

إنما نتحدث عن بلد ”أ“ يحيط بالبلد ”ب“ الذي يحيط بدوره بجزء مستحاط من البلد ”أ“ أو ما يعرف ”بالمطوّقات العكسية“ وأيضاً هناك ثلاثة أمثلة:
 

أ– الإمارات وسلطنة عمان :



أقلها تعقيدًا في الشرق الأوسط هي الحدود بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، حيث يمكننا رؤية جزء مستحاط من الإمارات وهو حبيس داخل جزء مستحاط من عمان، والذي هو نفسه حبيسًا داخل دولة الإمارات.

ب– بلدة بارله:

 

سننتقل إلى أوروبا حيث سنبدأ بمثال بسيط بعض الشيء عند الحدود المتشابكة لبلدتي (بارله ناسو) Baarle-Nassau و(بارله هيرتوخ) Baarle-Hertog بين هولندا وبلجيكا، في المجموع هناك 22 جزءاً بلجيكيًا حبيساً ومثلها 8 هولندية (7 منها مطوّقات عكسية). ولا نتحدث هنا عن مجرد خطوط وهمية، فقد وضعت علامات واضحة في كل شبر داخل المدينة لإعلامك في أي بلد أنت.

والغريب أن الحدود تمر عبر أي شيء تقريبًا في الشوارع، لذا فإن الجيران المتجاورين ربما لا يعيشون في نفس البلد، وتشير أرقام المنازل بوضوح إلى البلد الذي يعيش فيه السكان.

كما تمر الحدود عبر المتاجر، حيث يمكنك نظريا الشراء في بلد والدفع في آخر، وتمر الحدود عبر المطاعم والمقاهي أيضاً بحيث قد تكون الطاولات المختلفة في دول مختلفة، وعبر مواقف السيارات مما يجعل ممكناً الوقوف بشكل قانوني في دولتين في نفس الوقت، وتمر أيضاً عبر بيوت الناس مما يجعل بعض السكان من بلدة (بارله) يستيقظون في هولندا ويتناولون فطورهم في بلجيكا.

قد تتساءل: في أي بلد يعيشون إذا كانت الحدود تمر من خلال منازلهم؟ حسنًا، الجواب بسيط جدا: أينما كانت وجهة الباب الأمامي، يكون البلد الذي تعيش فيه. الأمر بسيط ما لم تكن تعيش فيه المنزل الذي تمر فيه الحدود مباشرة.

قبل عام 1995، تركت الحدود غامضة إذ لم تكن مرسمّة بعد. تسبب هذا بموقف مربك لرجل بلجيكي يعيش في بلجيكا –أو هكذا كان يظن– ولكن في عام 1995 عندما تم تمييز الحدود بدقة، اكتشف أنه كان طوال الوقت يعيش في هولندا، وليس بلجيكا. من الناحية القانونية، في تلك المرحلة، كان عليه أن يغير عنوانه إلى هولندا، لكنه لم يكن راغبا في خوض الكابوس البيروقراطي المتمثل في الاضطرار إلى تغيير البلد الذي يدفع فيه الضرائب، وتغيير الشركة التي توفر له خدماته، فقرر تجاوز المشكلة من خلال نقل بابه الأمامي جهة بلجيكا.

قد يبدو العيش في (بارله) كما لو أنه كابوساً، لكنه في الحقيقة ليس كذلك لأن كلا الجزئين الهولندي والبلجيكي ينتمي الى منطقة الشنغن في الاتحاد الأوروبي، حيث الحدود مفتوحة بالكامل، مما يسمح بحرية التنقل بين الدول.

ومنذ عام 2002، يستخدم كلا البلدين عملة اليورو، فيما لا يوجد حاجز لغوي بينهما، لأن اللغة الهولندية هي اللغة الرسمية لشمال بلجيكا.
 

ج- الحدود المعقدة بين الهند وبنغلادش :

 

 

الحدود بين الهند وبنغلاديش.صورة: Wikimedia Commons

وإذا كنت تعتقد أن الأمور لا يمكن أن تصبح أكثر تعقيدًا، انتظر حتى ترى مجموعة المطوّقات بين الهند وبنغلاديش. حيث تتفاخر هذه الحدود بامتلاك 80٪ من مطوّقات العالم، مع 106 أجزاء هندية حبيسة في بنغلاديش و92 جزءًا حبيسًا من بنغلاديش داخل الهند، أي ما مجموعه 198 جزءًا حبيساً، 24 منها مطوّقات من الدرجة الثانية (مطوّقات عكسية).

يقبع عند تلك الحدود المثال الوحيد في العالم لمطوقات من الدرجة الثالثة، أي جزء حبيس داخل جزء حبيس، داخل حبيس هو الآخر. مما يعني أن جزءًا من الهند يقع داخل جزء من بنغلاديش والذي يقع بدوره داخل جزء من الهند وجميعها داخل بنغلاديش، يبدو الأمر مثيراً للسخرية، لكنه في الواقع قضية في منتهى الخطورة، لا سيما بأن الأمور هنا مختلفة بشكل جذري عما هي عليه في أوروبا.

إذ لا وجود لحدود مفتوحة بين الهند وبنغلادش، لذا فإن ما يقارب 50000 شخصًا ممن يعيشون داخل هذه المطوّقات محاصرون بشكل كامل، حيث لا تقدم لهم حكوماتهم أي شيء ولا حتى الحد الأدنى من شروط الحياة، كالمياه الجارية والكهرباء، أو الغاز. وليس ثمة مدارس أو مستشفيات داخل هذه المطوقات وخدمات الطوارئ لن تعبر أي حدود، لذا فإن الجريمة متفشية هناك.

في عام 2011، وافقت حكومتا البلدين على محاولة إعادة فرز المطوقات من خلال مبادلة الأرضي، لكن بعد أكثر من عامين على الأخذ والرد لم يتغير شيء. كل ما تم إحرازه هو تقدم طفيف من خلال إنشاء ممر (تين بيجا) الذي هو عبارة عن شريط ضيق أو أرض هندية تمر عبر أكبر منطقة بنغلادشيّة مطوّقة. وقد تم تأجير ممر (تين بيغا) للبنغلادشيين من قبل الحكومة الهندية، مما يسمح للسكان بالسفر إلى البر الرئيسي، الغريب في الأمر أنه قد تم اقتراح هذا الاتفاق في عام 1974 أول مرة إلا أنه استغرق ما يقرب من 40 عامًا ليرى النور.

3. مناطق لا يريدها أحد

 
إحدى التعقيدات الأخرى المتعلقة بالحدود بين الدول بعيدا عن الأجزاء المستحاطة والحبيسة، تكمن في الأراضي التي لا يريدها أحد، كالصحراء الأفريقية بين مصر والسودان. حيث الحدود قابلة للنقاش، فإن سألت في السودان سيخبرونك أنها لهم، وإذا سألت في مصر سيقولون إنها لهم.
 

أ- مثلث حلايب وبير طويل:

 

  

مثلث حلايب وبير طويل بين مصر والسودان.صورة: amproehl/Flickr
 
تخلق المطالبات الحدودية المتداخلة منطقتين من الأرض يطالب فيها كلا البلدين بنفس الأرض (وأقصد هنا مثلث حلايب)، فيما يصرفان النظر عن المطالبة بالأراضي المتاخمة. إذ لا يمكن لأي من البلدين المطالبة بالأرض المعروفة باسم (بير طويل) ذلك أنه سيتعين عليهما التخلي عن المطالبة بالأرض الأكثر استحسانًا.

إذا قارنا قطعتي الأرض: مثلث حلايب أكبر بعشر مرات ويحوي مدخلًا إلى البحر الأحمر وفيه عدة مستوطنات وقرى صغيرة، فيما (بير طويل) عبارة عن منطقة غير ساحلية وغير مأهولة بالكامل. يعود أصل النزاع إلى عام 1899 قبل استقلال السودان، حين كان عبارة عن مجمع مشترك بين المملكة المتحدة ومصر فيما يعرف باسم السودان الأنجلو-مصري.

تم تعيين الحد عند خط العرض 22، ثم بعد 3 سنوات رسم البريطانيون خطاً جديداً أطلقوا عليه اسم ”الحدود الإدارية“ من أجل استثمار أفضل للأرض. كان هذا بسبب القبيلة المصرية التي سكنت الأرض جنوب خط عرض 22، حيث كان الناس الذين يعيشون في مثلث حلايب أكثر ارتباطًا ثقافيًا بالسودانيين. لذلك، عندما استقل السودان في عام 1956 افترضوا أن الحدود الإدارية هي الحدود الفعلية، بينما افترضت مصر أنها لا تزال عند خط العرض 22.

تدير مصر حاليًا المثلث، ولكن معظم الخرائط تستخدم ببساطة الخطوط المنقطة للحدود المتنازع عليها، وتعتبر منطقة بير طويل الأرض الوحيدة غير المطالب بها خارج القارة القطبية الجنوبية.
 

ب- القارة القطبية الجنوبية Antarctica

 
وبالحديث عن القارة القطبية الجنوبية، فهي أيضاً مكان آخر للحدود المعقدة. هذا صحيح، حتى القارة التي تملك حكومة أو سكان دائمين لها حدود دولية. أو لنقل بشكل أدق نوع منها. فهي مطالبات بالأرض أكثر من كونها حدود فعلية، فثمّة أجزاء من أنتاركتيكا تطالب بها المملكة المتحدة والنرويج وأستراليا وفرنسا ونيوزيلندا بالإضافة إلى مطالبات تشيلي والأرجنتين التي أدت بالأمور الى التعقيد. في حين أن الأرض الواقعة إلى الجنوب الغربي غير مطالب بها.

إذن، هنالك بشكل أساسي أراض تطالب بها 3 دول، وأرض لم تطالب بها أي دولة على الإطلاق. السبب وراء عدم ادعاء أحد ذلك هو معاهدة أنتاركتيكا. إذ تنص المادة 4 من المعاهدة المذكورة على أن ”المعاهدة لن تعترف أو تناقش أو تقر بأي مطالبات بالسيادة الإقليمية، كما لن يتم تأكيد أي مطالبات جديدة أثناء سريان المعاهدة“.

وقعت المعاهدة من قبل 50 دولة، بما في ذلك جميع الدول التي لديها مطالبات بأرضٍ في القارة. فيما احتفظت كل من روسيا والولايات المتحدة بحقهما في المطالبة بالأرض.
هذا يعني أن أي مطالبات جديدة يتم تقديمها في القارة لن يتم الاعتراف بها، حيث أن جميع المطالبات الحالية صادرة عن دول ليس لديها سيادة رسمية على الأرض المطالب بها.
 

ج- جزيرة قبرص:

 

 

الحدود السياسية التي تفصل بين قبرص الشمالية (التركية) والجنوبية:

 
المكان الأخير الذي يجب البحث فيه عن الحدود المعقدة هو جزيرة قبرص، ولكونها جزيرة ربما ليس من المنطقي الحديث فيها عن حدود معقدة، لكن هذا الافتراض خاطئ حيث تشكل قبرص حقل ألغام كبير من التعقيدات الحدودية.
 تقسم الجزيرة إلى نصفين تقريبًا بواسطة المنطقة العازلة التابعة للأمم المتحدة التي تفصل جمهورية قبرص عن دولة شمال قبرص المستقلة غير المعترف بها والمعلنة ذاتياً. ثم هناك مناطق القواعد السيادية تحت السيطرة البريطانية.

ولا تنتهي التعقيدات عند هذا الحد، إذ علينا العودة إلى الحديث عن المناطق الحبيسة والمستحاطة مرة أخرى، إذ هنالك مطوّقات تابعة لقبرص الشمالية على الساحل الشمالي الغربي للجزيرة. كما هنالك داخل قاعدة السيادة الشرقية المعروفة باسم قاعدة دكليا 4 مناطق مستحاطة من قبرص، 3 منها مطوقات أيضًا، واثنتان قريبتان جدًا من بعضهما حيث لا يفصل بينهما سوى طريق بريطاني. وإذا ألقينا نظرة فاحصة، يمكننا أن نرى نفس الشيء مرة أخرى: طريق بريطاني عبر قبرص. حيث يعتبر الجزء الوحيد من الجزيرة الذي لم يتم تقسيمه من خلال المنطقة العازلة التابعة للأمم المتحدة، ويعمل الطريق البريطاني كحدود دولية بحكم الأمر الواقع.

غير أنه في الواقع ليس حدودًا دولية، لأن شمال قبرص يعتبر جزءً محتلاً من جمهورية قبرص غير معترف به كبلد، وعضو واحد فقط في الأمم المتحدة يعترف بشمال قبرص وهو تركيا، وهو أمر غير مفاجئ بالنظر إلى أن الاسم الرسمي لشمال قبرص هو قبرص التركية.
يعود سبب هذه الإشكالات الحدودية إلى ما قبل 1960 عندما كانت جزيرة قبرص مستعمرة بريطانية. ثم في عام 1960، عندما حصلت قبرص على الاستقلال، احتفظت المملكة المتحدة بالأراضي حول قواعد سلاح الجو الملكي البريطاني نظرًا لموقعها الاستراتيجي قبالة الشرق الأوسط. ثم في عام 1974، غزت تركيا قبرص واستولت على حوالي 40 ٪ من أراضيها، وتم بناء الحواجز في وسط الجزيرة، التي تحرسها حالياً قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ثم في عام 1983، تم إنشاء جمهورية شمال قبرص التركية، ولم يتغير الكثير منذ ذلك الحين.
بالطبع إن هذا المقال ليس شاملا بأي حال من الأحوال في القائمة، فثمة الكثير من الحدود المعقدة في العالم. مثل الحدود بين كوريا الشمالية والجنوبية والتي لا تعتبر حدوداُ ذلك لأنهم مازالوا في حرب، أو الحدود البحرية بين جزر (ديوميد)، وهي الجزر التي صادف أن يمر عبرها خط التاريخ الدولي، فعلى الرغم من أن المسافة بين الجزيرتين لا تتجاوز 4 كيلومترات، لكن فارق التوقيت بينهما 23 ساعة.

المصدر: موقع دخلك بتعرف من قناة WonderWhy

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.